انقلاب حزب الله أم انقلاب الحريرى

الوضع اللبنانى هو من اكثر الاوضاع تعقيدا فى منطقتنا العربية لكثرة الطوائف فى البلد الصغير
بعد ثورة الارز وخروج السورى من لبنان تدخلت الولايات المتحدة سريعا لتضمن ولاء لبنان فى معركتها ضد المقاومة واعتبارها حليف جديد للمعتدلين العرب
وسرعان ما حدث الانقسام فى لبنان بين الموالين لامريكا والمعارضين لها وانسحبت المعارضة من الحكومة واقامت الاعتصام فى وسط بيروت
وظلت الحكومة تحكم بدون شرعية لاكثر من عام وكان الحديث هنا سياسيا بحتا
الى ان جاءت اوامر السيدة السوداء وكشفوا عن الشبكة السلكية للمقاومة واقروا بعدم شرعيتها وباقالة اللواء شقير من المطار
وبذلك فان من ينفذ القرارات هو الجيش فيصطدم مع المقاومة وترتاح امريكا فى ذلك الوقت من الجيش اللبنانى ومن مقاومة حزب الله مرة واحدة
ولذلك وبذكاء شديد نزل حزب الله الى الشوارع تحذيرا من اتخاذ قرارات تؤدى الى حرب اهلية جديدة مما ادى الى تراجع الحكومة عن قراراتها بعد ان تخلت عنها امريكا وهى التى كانت تقول فى البداية نستقيل ولا نتنازل عن القرارات
الخطير فى الموضوع ان اسرائيل وامريكا والحريرى اتجهوا كلهم فى اتجاه الاحتقان الطائفى وان اللشيعة دخلوا بيروت السنية
وقناة العربية اوقفت كل برامجها وبدا انحيازها واضح جدا لدرجة ان تلفزيون الحريرى ذات نفسه لم يكن يقدر ان يظهر هذا القدر الكبير من الشحن الطائفى الذى من الممكن ان يكون هو السبيل فعلا فى حرب اهلية
وهذا الشحن ادى الى مذبحة فى مدينة حلبا قام بها انصار الحريرى من قتل جرحى وهم مستلقين فى الشارع من المعارضة

موقف الجماعة الاسلامية صراحة بالنسبة لرأيى لم يكن مشرف أبدا فقد وقفوا مع الشيخ سعد وتوعدوا بحرب اهلية اذا لم يخرج حزب الله من بيروت
أما الموقف المشرف فهو من حزب جبهة العمل الاسلامى اللبنانى الذى يتزعمه الشيخ فتحى يكن بعد انفصاله عن الجماعة الاسلامية
ايضا موقف الاستاذ المرشد محمد مهدى عاكف الذى قال ان صورة المقاومة اذا تأثرت فهى تتأثر للاحسن

فى الحوار الجارى الان فى قطر والله اعلم ماذا ستكون نتيجته
وافق الحريرى على الثلث الضامن بعد ان عطل البلاد لمدة سنة ونصف ولماذا كل تلك المشقة اذا كنت تعلم ان الاستئثار بالحكم لن يطول ولن يفيد
الشيخ سعد اتجه الى احضان امريكا على عكس والده الذى تعهد ان سلاح المقومة سواء اشارة او غيره هو السلاح الشرعى
الذى ينبغى للدولة ان تحافظ عليه طالما هناك احتلال