Thursday, October 25, 2007

عدنا


عدنا مرة اخرى بعد فاصل قهرى وقسرى مما يسمونه الامتحانات فى كلية الامتحانات وربنا يستر

علاقة تركيا وأمريكا



منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك وسقوط الخلافة الاسلامية والعلاقة التركية الامريكية هى علاقة استراتيجية لا يتعكر صفوها أبدا فالنظام العلمانى التركى وعلى رأسه الجيش وقيادته لم يكن يوما يفكر بل يحلم بتعريض تلك العلاقة الخاصة الى أى مخاطر وبذلك فكانت تركيا من أوائل الدول التى اعترفت باسرائيل ومن أكثر الدول علاقة مع الكيان الصهيونى وكانت القيادات التركية تعتبر ان اسرائيل وتركيا هما منارتان فى ظل منطقة عتمة لا يصل اليها النور ذلك كله لم يكن فقط حبا فى امريكا بل هى المساند الاكبر للجيش التركى عسكريا وهى من دعمته دائما فى انقلاباته على الحكومات الاسلامية المنتخبة ديموقراطيا النظام التركي لم يستمد قوته آنذاك الا بهامش الحرية الذى قدمه للجميع والكل كان يشاهد اربكان يؤسس حزب ويفوز ثم يلغى الحزب فيؤسس آخر وهكذا دواليك على عكس دول أخرى منعت كل شيء من الحرية فسلبت ما كان قد تبقى لها من قوة
وفى التسعينيات بدأ النظام يشيخ ويتململ وكان قد انهى صلاحيته فى انتخابات 2002 حيث حصل حزب العدالة والتنمية الاسلامى على الدعم الشعبى الجارف وتوصل الى معادلات تبقى النظام السياسى على حالته وتدعم كل من جهود الانظمام للاتحاد الاوروبى والعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وسارت الامور على حال جيد حتى عزمت الولايات المتحدة الامريكية النية على احتلال العراق وكانت دائما مطمئنة الى الدعم الذى سيقدمه الحليف الاكبر المجاور للعراق فى تلك الحرب ولكن الاجابة كانت قاسية قالت الحكومة ان مجلس النواب هو من سيقرر وبالتالى اخرجت الحكومة نفسها من الملعب وكانت النتيجة معروفة مسبقا لا دخول للعراق من الحدود التركية هذا الموقف احدث صدمة للبيت الابيض ولكن ليس بيده حيلة فقد كان فى ذلك الوقت يغنى للديموقراطية ويرقص فلن يجرؤ على الاعتراض على قرار البرلمان كانت تلك أول عقبة فى العلاقات التركية الامريكية حيث أصبحت حكومة الشعب تعمل لما يختاره الشعب دون التضحية بالمصالح الخاصة لتركيا لحساب الولايات المتحدة الامريكية
كانت مواقف اردوغان من اسرائيل لا تختلف كثيرا فعندما استشهد الشيخ أحمد ياسين صرح اردوغان قائلا ان اسرائيل دولة ارهابية وهى جملة لم يقدر عليها زعماء العرب مكتملين لعلاقاتهم مع امريكا أو اسرائيل
ظلت العلاقة التركية الامريكية فاترة ثم تحسنت شيئا فشيئا حتى حدث حدثين فى قمة التأزم أولهما موافقة لجنة فى الكونجرس على اعتبار أن ما حدث للارمن على يد العثمانيين الاتراك فى الحرب العالمية الاولى هو ابادة جماعية وهو ما جعل اردوغان يكشر عن انيابه ويصف سياسة امريكا بانها غير متزنة وتغامر بالعلاقات التركية فى مقابل لاشيء واستدعى سفيره من واشنطن بحجة التشاور فى هذا القرار وهنا ظهر الجيش ليقف الى جانب اردوغان ويمنع الجنرالات الاتراك زياراتهم الى واشنطن ويتهمونها صراحة بالتخلى عن مصالحها مع تركيا ذلك الموقف لم يأت من عدم فالحدث الثانى هو مقتل 15 جنديا تركيا فى اشتباكات بين الجيش التركى وحزب العمال الكردستانى الذى يسكن شمال العراق ولم تهاجمه الولايات المتحدة مع انه مصنف حزبا ارهابيا هذا ما استشاط من اجله الجنرالات الاتراك غضبا وهددوا بالدخول الى العراق لسحق حزب العمال الكردستانى وحصلوا على موافقة مبدأية من البرلمان يخولهم لاتخاذ الخطوة فى الوقت المناسب وصرح اردوغان بان تركيا لن تستأذن احدا اذا ارادت الدخول الى العراق وانها مستعدة لتقبل جميع الانتقادات الموجهة لها من المجتمع الدولى
هاذان الملفان هما ما سيحددان تلك العلاقة فاذا صوت الكونجرس على قرار اعتبار ماحدث للارمن هو ابادة جماعية ستتدهور العلاقات الى مستوى من الممكن القول انه من الصعب الرجوع مرة اخرى لشهر العسل الذى قضته الحكومتين قبل ذلك
اما اذا دخلت تركيا العراق فان امريكا لن تستطيع فعل شيء لان صاحبة القرار الان هى تركيا والمستعد للتخلى عن العلاقة المتميزة هى تركيا بجيشها وحكومتها وشعبها
فهى الفائزة فى الحالتين وأمريكا الخاسرة فى الحالتين